الفصل 4 – تغيير مفاجأه 

بعدما أنهيت عملي، غادرت مع كاميليا ووالدتها لتناول الطعام. لم أكن جائعًا حقًا، لكنني تناولت وجبتي بسرعة قبل أن أغادر بهدوء.

كانت ساحة التدريب وجهتي التالية. الجو كان مظلمًا، لكن هذا لم يكن عائقًا — بل على العكس، كان الظلام حليفًا لي.

بما أنني من عشيرة نوكتارين، فإن سرعة تدريبي أعلى بعشر مرات على الأقل من البشر العاديين. ولكن في الظلام؟ تتضاعف هذه النسبة مجددًا، مما يعني أنني أتدرب بمعدل 100 مرة ضعف الشخص العادي.

“لكن هذا ليس كافيًا… ليس بعد.”

إن تمكنت من فك ختم سلالتي، سأصل إلى مستوى يتجاوز ذلك بكثير…

بدأت بالركض، وأثناء ذلك تأملت تدفق المانا حولي، محاولًا استشعارها. استغرقت أربع ساعات في حالة من التركيز العميق، أدمج الجري مع امتصاص المانا، مما جعل جسدي يتكيف معها تدريجيًا.

ثم لمدة ساعتين أخريين، بدأت في ضخ المانا داخل جسدي كدم — وهي طريقة تدريب لم يتم اكتشافها بعد في هذا العالم. في الواقع، لن يتمكن أحد من كشفها إلا بعد فتح العوالم على بعضها.

أخيرًا، بعد ست ساعات من التدريب المتواصل، فتحت نافذة حالتي لمراجعة تقدمي.

—

[نافذة الحالة] (بعد التعديل)

الاسم: لين داركيل نوكتارين (متجسد)

العشيرة: نوكتارين (ختم جزئي)

العمر: 13 عامًا

المستوى: 15 → 6

القوة: 80 → 20

الرشاقة: 60 → 25

القدرة على التحمل: 70 → 28

المانا: 200 → 100

البركة: غير مفعلة

[المهارات المكتسبة]

شراهة المانا (F) → قدرة غير طبيعية على امتصاص المانا بسرعة كبيرة وتحويلها إلى طاقة داخلية.

تكيف الظلام (F) → ازدياد جميع الإحصائيات بنسبة 50٪ عند التواجد في بيئة مظلمة.

—

“هذا أفضل بكثير…”

التقدم كان أسرع مما توقعت، ومع الوقت، يمكنني دفع هذه الأرقام إلى مستوى غير معقول.

لكن رغم ذلك، كانت مشكلتي الأكبر لا تزال قائمة.

الهروب من هذا الجحيم

إن أردت النجاة، فعليّ أن أجد طريقة للخروج من هنا خلال الأشهر القادمة. إن بقيت في القصر لفترة طويلة، فسأصبح هدفًا مكشوفًا، وهذا آخر ما أريده.

الخطوة الأولى: التدرب مع الفرسان

هؤلاء الأشخاص هم أفضل فرصة لي للهروب من هذا المكان، خصوصًا أنهم بعد ثلاثة أشهر سينطلقون في وردية استكشاف. الانضمام إليهم سيكون خيارًا مثاليًا مقارنة بالسحرة، لأن عائلة فروست تركز على السحرة بشدة، مما قد يجذب الأنظار إليّ إن برزت في هذا المجال.

الخطوة الثانية: العثور على مكان مناسب للتدريب

لحسن الحظ، تذكرت شيئًا من الرواية.

المكان السري

وفقًا للمعلومات التي أعرفها، هناك مكان مخفي في الحديقة الخلفية. موقعه لم يكن واضحًا في الرواية، لكنه ذُكر على أنه غرفة سرية معزولة، استخدمتها فروسيتا كثيرًا في طفولتها.

إن تمكنت من العثور عليه، فقد يصبح نقطة انطلاق مثالية لي.

وبما أنني كنت بحاجة لاستراحة بعد التدريب المكثف، قررت التجول في الحديقة، متظاهرًا بأنني أتمشى بلا هدف. كان الظلام لا يزال مخيمًا على المكان، مما جعل من السهل التحرك دون لفت الانتباه.

وبعد دقائق من البحث، لمحت شيئًا غريبًا—شق صغير بين الأحجار، بالكاد يمكن ملاحظته.

اقتربت، ولمست الحجر بحذر… ثم شعرت به يتحرك قليلًا.

وجدته.

لكن قبل أن أتمكن من فعل أي شيء…

لقاء غير متوقع

> “إلى أين تعتقد أنك ذاهب؟”

تجمدت مكاني.

الصوت كان هادئًا، خاليًا من أي انفعال، لكنه حمل شيئًا آخر… شيئًا جعل شعورًا باردًا يزحف على عمودي الفقري.

استدرت ببطء، وهناك، في الظلام، وقفت فروسيتا.

لم أسمعها تقترب. لم أشعر بوجودها حتى، وكأنها كانت هناك طوال الوقت، تراقب بصمت.

“تبًا… متى وصلت؟”

حدقت في وجهي للحظات قبل أن تتابع بنفس النبرة الباردة:

> “الأشياء التي ألمسها… لا يُسمح لأحد بأخذها.”

…

شعرت بقطرات باردة من العرق تتشكل على جبيني.

كان من المفترض أن تبقى شخصيتها الأخرى نائمة لشهرين آخرين… لكن هذه الطريقة في الحديث… هذا التملك…

“هل بدأ انفصامها بالفعل؟!”

استدارت فجأة، وسارت بخطوات هادئة نحوي بدلًا من الابتعاد. لم أتحرك، لكن كلما اقتربت، شعرت بضغط لا مرئي يشل أطرافي.

ثم توقفت أمامي مباشرة، أقرب مما ينبغي.

> “لين…”

همست باسمي، ثم رفعت يدها ببطء. للحظة، اعتقدت أنها ستلمس وجهي، لكن بدلًا من ذلك، توقفت أصابعها عند عنقي، وكأنها تقيس شيئًا.

ثم ضغطت بخفة.

إحساس بارد عبر جلدي. لم يكن ذلك تهديدًا مباشرًا… لكنه لم يكن بريئًا أيضًا.

> “أتعلم؟”

همست بصوت منخفض، صوتها أقرب إلى نغمة تحذير مخملية.

> “هناك بعض الأشياء… التي لا يمكن للناس الهروب منها. بعض الأشخاص…”

> “بعض الأشخاص ينتمون لي، سواء أرادوا ذلك أم لا.”

ثم، كما لو أن الأمر مجرد نزوة عابرة، تراجعت خطوتين إلى الخلف، متجاهلة حالة الذهول التي كنت فيها.

استدارت وسارت بعيدًا، لكن قبل أن تختفي في الظلام، التفتت نحوي مجددًا.

ابتسمت — ابتسامة لم يكن يفترض بها أن تكون موجودة على وجه فروسيتا العادية.

> “آه، بالمناسبة…”

> “لا تحاول الهروب من عيني، لين.

> فأنت ملكي في النهاية.”

تبا… لقد بدأ انفصام الشخصية الخاص بها!