الفصل الثامن: بين الغيرة والامتلاك

تبًا، أي علاقة تربط جسد هذا الشخص بتلك الطفلة؟

لكن لا يهم… لقد نجوت بأعجوبة، وهذا هو الأهم الآن. يجب أن أستغل هذه البطولة جيدًا، فهي فرصتي لدخول المكتبة، وهذا هدفي الأساسي هنا.

لكن قبل ذلك، هناك مشكلة أكثر إلحاحًا: إحصائياتي ضعيفة للغاية.

بما أن بركتي لم تتفعَّل بعد، فأنا في وضعٍ غير متكافئ تمامًا. يجب أن أرفع قدراتي بأي وسيلة. حان وقت الاستفادة من الكتب التي نسختها من غرفة فروسيتا.

—

التدريب القاسي

بعد تناول الطعام مع كاميليا ووالدتها، توجهت مباشرة إلى الفناء لبدء شهرٍ من الجحيم… أقصد التدريب.

كان عليّ التأقلم مع الظلام وقراءة كتب فروسيتا، لكن أسوأ جزء لم يكن أيًا من هذين الأمرين… بل التدريب مع تلك الغوريلا اللعينة.

أجبرتني على الركض خمسة آلاف لفة في ساعة ونصف.

ثم تمارين الضغط… وهي فوقي. وكأن وزنها الخارق لم يكن كافيًا لجعل جسدي يتفتت!

بعدها، التلويح بالسيف لمدة أربع ساعات متواصلة، وأخيرًا، المواجهة المباشرة ضدها.

“تبًا، عشرة سيوف تُحطَّم فوق رأسي يوميًا!”

“كيف يمكن لشخص في الثالثة عشرة أن يُعامل بهذه الوحشية؟!”

انتظري فقط، أيتها الغوريلا… سأصبح أقوى، وسأركل مؤخرتكِ يومًا ما!

لحسن الحظ، فروسيتا ووالدتها غادرتا العاصمة لمدة شهر، مما أعفاني من جحيم إضافي. كما أن مواعيد تدريبي كانت مختلفة عن مواعيد لونا، لذا لم أحتك بها كثيرًا خلال هذه الفترة.

لكن رغم كل شيء، تمكنت من إتقان تشكيل درع المانا بعد عناء شديد.

وبمجرد أن نجحت في ذلك، أصبحت قادرًا على تفادي ضربات الغوريلا بسهولة، مما أجبرها على تطوير هجماتها أكثر… لكن في النهاية، وبعد شهر كامل من العذاب، أسقطتها أرضًا قبل يومين فقط من البطولة!

حينها، نظرت إليَّ بابتسامة غريبة، وقالت:

“أحسنت، لين… أنت أمهر سياف رأيته في حياتي. أشعر وكأنك شخص قاتل لآلاف السنين.”

ثم أضافت بنبرة حزينة:

“أعتذر إن كنتُ قاسية عليك، لكنني لا أريد أن يموت أحد في المعارك. أنت لا تعلم شعور فقدان شخص عزيز عليك…”

…

قلت في سري: ما الذي تهذين به؟ لقد كدتِ تقتليني! لا تعتقدي أنني سأقبل اعتذارك وكأن شيئًا لم يكن!

لكنني قررت تجاهل الأمر مؤقتًا، فهناك شيء أهم الآن…

“أرني إحصائياتي، أيها النظام اللعين.”

—

[ الإحصائيات ]

الاسم: لين داركيل نوكتارين (متجسد)
العشيرة: نوكتارين (ختم جزئي)
العمر: 13 عامًا
المستوى: 50 → 25
القوة: 500 → 200
الرشاقة: 400 → 180
القدرة على التحمل: 250 → 120
المانا: 700 → 350
البركة: غير مفعَّلة

—

[ المهارات المكتسبة ]

شراهة المانا (C): امتصاص المانا بسرعة كبيرة.

تكيف الظلام (C): زيادة جميع الإحصائيات بنسبة 50% في الظلام.

اللسان المعسول (F): قدرة ضعيفة على خداع الناس بالكلمات.

السيادة القتالية (C): السيطرة على القتال لمدة 60 ثانية.

—

“…انتظر، السيادة القتالية زادت من 10 ثوانٍ إلى 60 ثانية؟!”

“حسنًا، على الأقل هناك شيء إيجابي.”

الآن، لم يتبقَّ سوى شيء واحد… عليّ الفوز بالبطولة، وتحقيق هدفي بدخول المكتبة.

—

ساحة فروست الملكية – اليوم المنتظر

الضباب البارد يلفُّ المكان، والرياح تعصف عبر الساحة الحجرية، تنثر ذرات الثلج كالزجاج المسحوق تحت الضوء الخافت لشمس لا تدفئ.
جماهير غفيرة احتشدت فوق المدرجات الجليدية؛ وجوههم مخفية خلف عباءات ثقيلة، وعيونهم تتوهج بانتظار رؤية الدماء تُراق باسم المجد.
من عامة الشعب إلى نبلاء سلالة فروست… الكل هنا. الكل يترقب البداية.
ارتفعت فوقهم رايات فروست البيضاء، يتوسطها شعار النمر الجليدي، مخالبه مغروسة في قلب أرض متجمدة، وعيناه تشعّان برهبة أزلية.
الرايات لم ترفرف بفعل الرياح، بل وكأنها تنبض بروح الحرب نفسها.
وفي قلب الساحة… ارتفع ميدان القتال.
أرضيته ليست ترابًا ولا حجارة، بل مزيج من الجليد المضغوط والصخور السوداء، مصقولة كأنها صفيحة من فولاذ بارد، تعكس أشعة الشمس وكأنها سيف مرفوع للذبح.
وعلى أطراف الميدان، انتصبت أعمدة من الجليد الصافي، محفور عليها أسماء وألقاب مقاتلي فروست… سقطوا، أو انتصروا، أو ذُبحوا وابتسموا.
جميعهم صاروا جزءًا من هذه الأسطورة الباردة.
بين الأعمدة، تماثيل الأبطال القدامى؛ عيونهم الكريستالية تلمع، وكأنهم يراقبون من ينتظر دوره في هذه المقصلة الشرفية.
لكن، وسط هذا الجمال المتجمد… كان هناك شيء أشد قسوة من البرد نفسه.
العيون.
عيون المتفرجين. عيون الحكام. وعيون فروسيتا.
تحدق بي كما لو كنت فريسة مشتعلة فوق أرض جليدية.
شعرت بوخز في ظهري، وخدر يزحف في أطرافي، قبل أن يقطع تفكيري صوت خافت:
“إذا فزت بالمركز الأول…”
استدارت لونا نحوي، واقتربت حتى شعرت بأنفاسها الباردة تلامس أذني.
“…سأقبل حبك.”
“…ماذا؟!”
تجمّد عقلي.
وكأنني سقطت في هاوية بلا قاع.
ذلك الوغد، المضيف السابق، كان يغازل لونا! ما دخلي أنا بهذا؟
تبًا… إن رأت فروسيتا هذا؟
لماذا الآن؟ لماذا يحدث هذا الآن؟
ارتفع داخلي شعور بالخطر… حاد، مباشر، وخانق.
نظرت ببطء شديد…
فروسيتا كانت تحدق بي بعينين جليديتين، لكن خلفهما إعصار من الغضب. وكأنني رجل خان زوجته… أمام عينيها.
“…تبًا.”
وفجأة، انبثق إشعار أمامي، متوهجًا كأن النظام يسخر مني:

—

[ تم رصد مهمة شوجوية! ]
تم إطلاق المهمة: “فارس الحب!”
المهمة: اربح البطولة من أجل لونا، وغازلها كفارس مغوار!
المكافأة: 300 نقطة.
العقوبة: خصم جميع نقاطك، ستصبح شخصًا ذو حس مرهف!

—

“…ماذا؟!!”
شعرت بأن الأرض تتهاوى تحت قدمي.
إذا خسرت؟ تُخصم نقاطي.
وإذا فزت؟ سأُجبر على مغازلة لونا… أمام فروسيتا.
أين المكافأة في هذا الكابوس؟!
رمقت فروسيتا بطرف عيني…
كانت متجمدة في مكانها، عيناها متسعتان، وشفتيها ترتجفان قليلًا.
“تك!”
هل تحطم عقلها؟
لكنها رمشت…
وعاد الوميض القاتل لعينيها.
ثم سمعت صوتها، هادئًا كالثلج… لكنه يحمل نية قتل صافية:
“لين… ألن تخبرني بشيء؟”
قبل أن أرد، التفتت البطريَقة فجأة نحوها، وصوتها قاطع كالسكين:
“أمي… كيف تتعامل عائلة فروست مع الرجال الخائنين؟”
ساد صمت رهيب…
الهواء نفسه تجمد.
ضربت البطريَقة بمقبض عصاها على كرسيها الجليدي، فدوّى الصدى كحكم إعدام.
قالت بهدوء يسبق العاصفة:
“لطالما عاملنا الرجال كأدوات… نستخدمهم، ثم نستبدلهم عند الحاجة.”
توقفت لحظة، ثم نظرت إلينا جميعًا، وعيناها خالية من أي دفء:
“لكن هناك استثناء واحد… الخيانة.”
تجمد الدم في عروقي، حين همست:
“كما فعل… لوين.”
توسعت عينا لونا فورًا، وكأن أحدهم صفعها بقوة.
يدها التي كانت معلقة إلى جانبها، ارتجفت بعنف، قبل أن تقبضها بقوة، أظافرها غرست في جلدها، حتى تقاطر الدم منها ببطء.
همست، بصوت مبحوح لا يكاد يُسمع:
“…أبي؟”
أما إيان…
إيان لم يقل شيئًا.
لكنه كان ينظر للأرض، رأسه منحنيًا، وظلال شعره تخفي تعابيره…
حتى شد قبضته خلف ظهره، وارتجف معصمه قليلًا.
سمعت صوت عظامه تتصلب، والهواء حوله يبرد فجأة… برودة لم تكن من هذا المكان، بل من داخله.
وحين رفع رأسه، كانت عيناه…
خاويتين.
“لوين… خان أختي.”
قالتها البطريَقة وكأنها تحطم تمثالًا مقدسًا.
“ومن رحم تلك الخيانة… وُلدتما أنتما الاثنين.”
لونا شهقت بصوت خافت، وبدت وكأنها تحاول التنفس في بحر من الجليد.
أما إيان، فأغمض عينيه للحظة، ثم فتحهما ببطء، ولم يعد فيهما أي أثر لذلك الدفء الذي كان يظهر أحيانًا حين ينظر إلى لونا.
صمت.
صمت مطبق كأن الكون كله توقف عن الحركة.
ثم، بصوت أبرد من الموت، تابعت البطريَقة:
“عائلة فروست لا تنسى… ولا تغفر.”
نظرت إلى فروسيتا ببطء قاتل:
“لذلك، إذا خانكِ هذا الرجل، فهو ليس مجرد خادم… بل خائن.”
وأكملت بنبرة تنخر العظام:
“والخونة… تعرفين مصيرهم.”
صمتت، ثم أضافت بابتسامة باردة:
“لأن عائلة فروست… لا تسمح لأحد بلمس ممتلكاتها.”
نظرت إلى لونا، نظرة جمّدت الهواء نفسه:
“وأي امرأة تجرؤ على ذلك… تُمحى من الوجود.”
كان الأمر أشبه بحكم نهائي.
لكن لم ينتهِ بعد.
سمعت صوت البطريَقة، يزداد برودًا:
“أليس هذا الصبي… خادمكِ؟”
تجمدت فروسيتا للحظة، ثم تمتمت:
“هذا صحيح.”
ابتسمت البطريَقة ابتسامة لا بشرية:
“إذن، فهو ملككِ.”
انتشرت الهمسات بين الحشود، بين من يرونني كأداة، وبين من يخططون لتحطيمي.
ثم التفتت فروسيتا إليّ، وتلك الابتسامة… كانت حُكمًا بالإعدام:
“لين، ما رأيك؟ هل أنت خادمي؟”
“…فخ.”
رفضي؟ تمرد.
قبولي؟ سجن أبدي.
ثم انبثق إشعار جديد:

—

[ تم رصد سيناريو شوجو خطير! ]
تم تفعيل خاصية [البقاء على قيد الحياة]!
اختر:

خادم رسمي لفروسيتا.
(المكافأة: البقاء على قيد الحياة.)

إنكار العلاقة.
(العقوبة: أنت تعلم بالفعل.)

—

“…تبًا لك، أيها النظام.”
رفعت رأسي ببطء، ونظرت في عينيها:
“أنا… خادمكِ.”
خيم صمت خانق.
ثم قالت البطريَقة بنبرة لا تقبل النقاش:
“خادم؟ إذن المسؤولية عليكِ، فروسيتا.”
ثم أضافت، وعينيها كحد السكين:
“إن خانكِ… فهذا ضعفكِ.”
لكن فروسيتا ابتسمت ببرود:
“لا تقلقي، أمي العزيزة… سأتعامل معه بنفسي.”
دوى صوت الحكم، يعلن بداية الجولة الأولى:
“المتسابقون! إلى الميدان!”
تعالت الهتافات، وبدأت المباراة.
لكنني كنت أعرف…
هذه ليست سوى البداية.
نظرت إلى الأمام، ثم همست داخلي:
“هذه العائلة مجنونة تمامًا… عليّ الهروب من هنا.”