مخلوق ظهر في ظلام

 

في اليوم التالي، استيقظت لورين من نومها وخرجت من الخيمة لتجد رجلاً مسنًا جالسًا يشحذ خنجره. تقدمت لورين منه وبدأت تقول: “سيدي، شكرًا لك على حمايتي تلك الليلة، أنا ممتنة لك.”

 

 

 

التفت الرجل المسن إليها وقال: “لا شكر على واجب. حسنًا، دعك من ذلك. هل أنتِ مستعدة لأن نعيدكِ إلى منزلك؟” أشرق وجه لورين عندما علمت أنها ستعود إلى المنزل، فأومأت برأسها وابتسمت ابتسامة عريضة.

 

وقف الرجل المسن وبدأ بفك الخيمة وإطفاء النار، ثم أشار إلى لورين للتحرك. تحركت لورين ولحقت بالرجل المسن، وأمسكت بذراعه بلطف. ابتسم الرجل المسن وظهرت على وجهه نظرة فرح مختلطة بالحزن.

 

 

 

لاحظت لورين نظراته وسألته: “عمي، هل أنت بخير؟” بسرعة، استعاد الرجل المسن تعابيره الباردة وقال: “لا، لا شيء على الإطلاق، مجرد ذكريات مزعجة.” استغربت لورين من كلامه، لكنها لم تتكلم خوفًا من أن تسبب مشاكل.

 

 

 

مرت ساعة من المشي ولا يزالان يتجولان في الغابة. بدأت لورين تتوتر وسألت الرجل المسن: “عمي، متى سنصل إلى المنزل؟ أريد أن أرى أمي وأبي.” ضاقت عيون الرجل المسن، ثم حاول تهدئة الطفلة قائلًا: “لا عليكِ، أنا أعرف هذه الغابة جيدًا وأعرف طريق الخروج منها.”

 

 

 

اطمأنت لورين لكلام الرجل المسن وعادت إليها ثقتها مرة أخرى. بدأت لورين تتحدث محاولة فتح حوار لقضاء الوقت: “عندما نعود إلى المنزل، سأطلب من أمي أن تصنع لنا كعكة لذيذة لأنك أنقذتني، عمي.” نظرت لورين إلى الرجل المسن وابتسامة مشرقة على وجهها. لانت تعابير الرجل المسن وقال: “أتمنى أن تكون الكعكة قليلة السكر، تعلمين أنني كبير في السن والسكر مضر لجسدي.”

 

 

 

 

ضحكت لورين على كلامه وقالت: “حسنًا، لا تقلق، سأخبر أمي أن تقلل السكر لأن صحتك مهمة، أليس كذلك؟” أومأ الرجل المسن برأسه بحنان.

 

 

 

 

مرت ساعات ولا يزالان عالقين في الغابة. حتى حل الليل مرة و اصبحت غابة مظلمة و معتمة اكثر. بدأ الاثنان يتوتران لأنهما قطعا مسافة طويلة ولم يجدا شيئًا. بدأت لورين بالتوتر والارتجاف: “عمي، متى سوف نعود الى منزل؟انا خائفة جدآ.”

 

 

 

أصبحت تعابير الرجل المسن أكثر صلابة عندما أدرك أن هناك شيئًا غريبًا يحدث في هذه الغابة. قرر الرجل المسن أن يستقرا بجانب صخرة كبيرة، فنصب خيمته وأشعل النار. قال: “هيا يا صغيرتي، نامي وغدًا سنكمل رحلتنا.” رفضت لورين وأرادت البقاء مع الرجل المسن.

 

 

 

اضطر الرجل المسن إلى الموافقة، فجلست لورين بجانبه. القت رأسه على كتفه، شعرت لورين بالجوع بعدها نظرت لورين الى رجل و قالت”عمي انا جائعة هل هناك شيء نأكله”، اخرج الرجل المسن طعامًا معلبًا من حقيبته وفتحه لها، وأعطاها ملعقة بلاستيكية. ابتسمت لورين وشكرته على لطفه.

 

 

 

بينما كان الاثنان يستمتعان بالجلوس معًا، شعر الرجل المسن بخطر قادم. وقف وبدأ ينظر حوله و نادى بصوت عالي”من هناك! اظهر نفسك ايها غريب قبل ان تصبح امور اسوء بلنسبة لك”. بعد لحظات من الترقب والاستعداد للخطر، ظهر مشهد جعل دمهما يتجمد من الصدمة: عيون حمراء كبيرة تنظر إليهما من الأعلى. شحب الرجل المسن من الصدمة، و كان جسد لورين شاحب من خوف و بقت لورين في حالة تجمد.

 

 

 

 

كان أمامهما ذئب أسود ذو عيون حمراء ثاقبة، يصل طوله إلى سبعة عشر قدمًا. كان ينظر إليهما بنظرات شرسة وكأنه يريد افتراسهما. بينما كان الاثنان مرعوبين من الوحش الذي أمامهما، أدار الذئب ظهره وغادر المكان مكمل طريقه.

 

 

 

تنهد الرجل المسن من الرعب، وعندما نظر إلى لورين وجدها متجمدة من الخوف وشاحبة جدًا، وعيناها واسعتان من الرعب. تقدم الرجل المسن بسرعة وبدأ بتهدئة لورين، وربت على رأسها وعانقها وقبلها حتى خفت تعابير الخوف على وجهها. استسلمت لورين للتعب ونامت، ولا تزال ترتجف من الخوف بسبب تلك اللحظة.

MANGA DISCUSSION